29ماذا-تعرف-عن-عدم-تحمل-اللاكتوز-1200x1200.png

أعراض عدم تحمل اللاكتوز

يُعتبر عدم تحمل اللاكتوز (Lactose Intolerance) اضطراباً شائعاً جداّ، ويشكو الأشخاص الذين يعانون منه من حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي عند تناول منتجات الألبان، والتي تتراوح من انزعاج بسيط إلى أعراض شديدة تؤثر على نوعية حياة المريض. فما هو عدم تحمل اللاكتوز ولماذا يحدث ؟

ما هو عدم تحمل اللاكتوز ؟

عدم تحمل اللاكتوز هو اضطراب في الجهاز الهضمي ناتج عن عدم قدرة المريض على هضم اللاكتوز، واللاكتوز هو المكون الرئيسي في مختلف منتجات الألبان.

يوجد في جسم الإنسان في الحالة الطبيعية إنزيم مسؤول عن هضم سكر اللاكتوز ويُسمى هذا الإنزيم بإنزيم اللاكتاز، وهو ضروري لتكسير اللاكتوز إلى مكوناته الرئيسية وهي الغلوكوز والغالاكتوز، وبعد ذلك يتم امتصاص هذه المكونات إلى مجرى الدم واستخدامها لتصنيع الطاقة في الجسم. عندما يكون إنزيم اللاكتاز غائباً أو ناقصاً في الجسم، لا يتمكن المرء من هضم اللاكتوز، ويتراكم في الأمعاء ويتخمر مؤدياً لحدوث تشنجات في الأمعاء والقولون وإسهال وإحساس بالغثيان.

يوجد سكر اللاكتوز أيضاً في حليب الثدي، ويولد جميع الأطفال تقريباً ولديهم القدرة على هضمه، ومن النادر جداً ملاحظة عدم تحمل اللاكتوز لدى الأطفال دون سن الخامسة.

ما هي أنواع عدم تحمل اللاكتوز؟

هناك ثلاثة أنواع من عدم تحمل اللاكتوز، وذلك بحسب السبب الذي أدى لنقص أنزيم اللاكتاز، وهذه الأنواع هي:

  • عدم تحمل اللاكتوز الأساسي (الأولي): وهو النوع الأكثر شيوعاً.

يولد الطفل ولديه كميات كافية من أنزيم اللاكتاز بحيث يتمكنون من هضم حليب الثدي بسهولة وهذا أمرٌ جيد؛ فالرضع يعتمدون على حليب الثدي بشكلٍ كامل في بداية حياتهم. ولكن عندما يستبدل الأطفال الحليب بأطعمة أخرى فإنّ كمية اللاكتاز التي ينتجونها تنخفض بشكل تدريجي، ويحدث الانخفاض بشكلٍ حاد عند البلوغ مما يجعل منتجات الألبان صعبة الهضم خلال هذه الفترة العمرية.

  • عدم تحمل اللاكتوز الثانوي: يحدث هذا النوع من عدم تحمل اللاكتوز عندما تنخفض قدرة الأمعاء الدقيقة على إنتاج اللاكتاز بعد مرض أو إصابة أو جراحة تشمل الأمعاء الدقيقة مثل داء كرون أو تكاثر الجراثيم بشكل زائد في الأمعاء.

في هذا النوع لا يتمكن المريض من هضم الحليب بشكلٍ مؤقت، لكن بعد علاج المرض المسبب يستعيد المريض المستويات الطبيعية من اللاكتاز، وتتحسن الأعراض ويتمكن المريض من تناول الحليب ومشتقاته بشكلٍ طبيعي، لكن هذا الأمر قد يستغرق وقتاً طويلاً.

  • عدم تحمل اللاكتوز الخُلقي: هذا النوع نادرٌ جداً، حيث من الممكن أن يولد الأطفال وهم يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، وهذا المرض ينتقل من الآباء إلى الأبناء ومن جيلٍ إلى آخر عن طريق الوراثة ضمن العائلة الواحدة.

يُعتبر عدم تحمل اللاكتوز الخلقي مشكلةً حقيقية، فالحليب هو الغذاء الرئيسي عند الأطفال الصغار.

من هم الأشخاص المعرضين لحدوث عدم تحمل اللاكتوز ؟

تتضمن العوامل التي قد تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بعدم تحمل اللاكتوز ما يلي:

  • التقدم بالعمر، حيث يظهر عدم تحمل اللاكتوز في مرحلة البلوغ في معظم الحالات.
  • الولادة المُبكرة، فقد يكون لدى الأطفال المولودين قبل الأوان (الخدج) مستوياتٍ منخفضة من إنزيم اللاكتاز لأنّ الأمعاء الدقيقة لا تحتوي على الخلايا التي تنتج اللاكتاز حتى أواخر الثلث الثالث من الحمل.
  • إصابة الأمعاء الدقيقة ببعض الأمراض مثل داء كرون.
  • علاج السرطان: حيث يزداد احتمال حدوث عدم تحمل اللاكتوز بعد تلقي العلاج الشعاعي أو الكيماوي للسرطان.

ما هي الأعراض التي تظهر على مريض عدم تحمل اللاكتوز ؟

يعاني الشخص المصاب بعدم تحمل اللاكتوز من أعراض بعد تناول الحليب أو بعض منتجات الألبان، والتي يمكن أن تتراوح الأعراض من الانزعاج الخفيف إلى رد الفعل التحسسي الشديد، وذلك اعتماداً على كمية اللاكتاز التي ينتجها الشخص وكمية منتجات الألبان التي يستهلكها في اليوم، وتشمل هذه الأعراض ما يلي: آلام البطن، الإحساس بالنفخة في البطن، الغثيان، الإسهال، وفي الحالات الشديدة قد يؤدي الإسهال الشديد إلى حدوث التجفاف.

كيف يتم تشخيص عدم تحمل اللاكتوز ؟

يعتمد الطبيب في تشخيص هذا الاضطراب على الأعراض التي تظهر على المريض بعد تناول الحليب وبعض منتجات الألبان التي تحتوي على اللاكتوز، وقد ينصح الطبيب المريض بتجربة نظام غذائي خالٍ من اللاكتوز لمدّة أسبوعين لمعرفة ما إذا كانت هذه الأعراض ترتبط فعلاً بتناول الحليب ومشتقاته.

قد يلجأ الطبيب لبعض الاختبارات لتأكيد التشخيص ومنها:

  • اختبار التنفس الهيدروجيني: حيث يصوم المريض طوال الليل ثمّ يتناول محلول اللاكتوز في صباح اليوم التالي ويتم قياس تركيز الهيدروجين في هواء الزفير، حيث تشير المستويات العالية من الهيدروجين إلى وجود عدم تحمل اللاكتوز.
  • اختبار تحمل اللاكتوز: حيث يتناول المريض هنا محلول اللاكتوز ومن ثمّ يتم أخذ عينة دم لقياس مستويات الغلوكوز، فإذا بقيت مستويات الغلوكوز في الدم كما هي فهذا يشير إلى أنّ الغلوكوز لم يدخل الدم أي أن اللاكتوز لم يتم هضمه.

كيف يتم علاج عدم تحمل اللاكتوز ؟

هناك أدوية تحتوي على إنزيم اللاكتاز وهي على شكل أقراص يتم بلعها من قبل المريض للمساعدة في هضم اللاكتوز، ولكن فعاليتها تختلف من شخصٍ إلى آخر، لكنّ أفضل علاج لشخص يعاني من عدم تحمل اللاكتوز هو تجنب الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز أي تجنب الحليب ومشتقاته، ويتوافر في الأسواق أنواع خاصة من الحليب الخالي من اللاكتوز والمخصص لهؤلاء المرضى.

المراجع:


31ما-هو-تحسس-القمح-1200x1200.png

ما هو تحسس القمح ؟

تحسس القمح (Wheat Allergy) هو رد فعل غير طبيعي للجسم تجاه الأطعمة التي تحتوي على القمح، حيث قد تحدث تفاعلات الحساسية نتيجة تناول القمح وفي بعض الحالات الشديدة قد يحدث هذا التحسس عن طريق استنشاق دقيق القمح فقط. قد يبدو العلاج سهلاً، فتجنب القمح هو العلاج الأساسي لتحسس القمح، ولكن هذا ليس دائماً بالسهولة التي يبدو عليها، حيث يتواجد القمح بالعديد من الأطعمة المختلفة والتي تشكل جزءاً اساسياً من نمط حياتنا الغذائي، لذا من الهام أن يكون المريض حذراً في اختيرا طعامه وأن يستشير طبيب الجهاز الهضمي أو أخصائي التغذية بكل ما يتعلق بذلك. فلماذا يحدث تحسس القمح، وما هي أهم أعراضه ؟

ما هي أسباب تحسس القمح ؟

يعاني مريض تحسس القمح من ردة فعل تحسسية غير طبيعية تجاه مكونات القمح، وبالتحديد تجاه البروتين الموجود في القمح، لذا فإن أي تعرض للبروتينات الموجودة في القمح سيؤدي إلى استجابة غير طبيعية في جسم المريض.

من المعروف لجميعنا أن القمح عنصر أساسي في تركيب الخبز والمعكرونة والكعك والبسكويت والسميد والحنطة والمخبوزات وحبوب الإفطار، لكن بروتينات القمح أكثر شيوعاً من ذلك فهي تدخل بكمياتٍ بسيطة في العديد من المنتجات والأطعمة التي قد تعتقد أنها بريئة مثل: الكاتشاب ومنتجات اللحوم المصنعة مثل النقانق أو اللحوم الباردة ورقائق البطاطس والمقرمشات والآيس كريم وبعض بدائل القهوة سريعة التحضير والجيلاتين وبعض المنكهات وبعض الأغذية التي يتناولها الأشخاص النباتيون كبديل للحوم، وقد يكون غريباً أن تعرف أن دقيق القمح يدخل في تركيب العديد من مستحضرات التجميل أيضاً.

يكون الناس أكثر عرضةً للإصابة بتحسس القمح إذا كانوا ينتمون إلى عائلة تشيع فيها الحساسية تجاه بعض أنواع الطعام أو أي نوع آخر من أنواع الحساسية، فغالباً ما يكون المريض المصاب بالربو معرضاً أكثر من غيره للإصابة بتحسس القمح أو التحسس تجاه أي طعام آخر.

ما هي الأعراض التي تظهر على مريض تحسس القمح ؟

إذا كنت تعاني من تحسس القمح فمن المحتمل أن تظهر الأعراض لديك خلال دقائق إلى ساعات بعد تناول الطعام الذي يحتوي على القمح، وقد تشمل هذه الأعراض ما يلي: الحكة والتهيج في الفم والحلق، تورم أو حكة أو طفح على الجلد، صداع الرأس، ضيق وصعوبة في التنفس، الشعور بالغثيان والتقيؤ، تشنجات، إسهال.

في بعض الحالات قد يكون التحسس شديداً، وهذا ما يسمى بالحساسية المفرطة أو التأق (Anaphylaxis) حيث يشعر المريض بضيق في الحلق، ضيق أو ألم في الصدر، مشاكل تنفسية شديدة، صعوبة في البلع، وفي الحالات الشديدة يفقد الجلد لونه الوردي الطبيعي ويبدو بلونٍ مزرق وقد يفقد المريض وعيه. عند ظهور أي من هذه الاعراض يجب الاتصال بالطوارئ فوراً، فهذه الأعراض تشير إلى حالة شديدة من الحساسية والتي قد تكون خطرة ومهددة لحياة المريض.

كيف يتم تشخيص تحسس القمح ؟

لمعرفة ما إذا كان المريض يعاني من تحسس القمح سيقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي للمريض، وسيسأل عن التاريخ الطبي والقصة العائلية للبحث عن بعض الأمراض التحسسية ضمن العائلة، وغالباً ما سيحتاج لإجراء بعض الاختبارات لتأكيد التشخيص ووضع الخطة المناسبة للعلاج، ومن هذه الاختبارات:

  • الاختبار الدموي وذلك للبحث عن أجسام مضادة معينة في دم المريض.
  • اختبار تحدي الغذاء (Food Challenge Test) حيث يتم إطعام المريض كمياتٍ قليلة من طعام يُشتبه في أنّه يسبب الحساسية بينما يقوم الطبيب أو الممرضة بالمراقبة بحثاً عن أعراض التحسس، والتي تبدأ بعد تناول القليل من الطعام وتزداد بحسب الكمية التي يتناولها المريض.
  • التنظير الهضمي العلوي وأخذ خزعة من الاثني عشر: يعتبر التنظير الهضمي وسيلةً موثوقة لتأكيد التشخيص بحساسية القمح، حيث يتمكن الطبيب من رؤية بداية الأمعاء الدقيقة وتحري وجود أي التهاب أو أذية فيها، كما يتمكن من أخذ عينة صغيرة من الخلايا وفحصها تحت المجهر لتأكيد التشخيص.

كيف يتم علاج تحسس القمح ؟

يجب أن يعرف المريض أن تحسس القمح هو مرضٌ مزمن ولا يمكن الشفاء منه، لكن يمكن السيطرة على النوبات وتقليل حدوثها وذلك بتجنب تناول بروتين القمح المسبب لها.

الحساسية المفرطة أو التأق هي أخطر أعراض تحسس القمح فهذا النوع من الحساسية يمكن ان يتطور بسرعة شديدة خلال ثوانٍ أو دقائق من تناول القمح، وقد تكون الأعراض شديدة بحيث تهدد سلامة المريض. لذا يجب أن يعرف المريض العلامات المنذرة بالخطر، وقد يحتاج أن يتعلم كيفية حقن نفسه بالأدوية الإسعافية إن لزم الامر. بينما في الحالات الأقل شدةً يمكن أن يكون استخدام أدوية الحساسية الشائعة مثل مضادات الهيستامين والكورتيكوستيروئيدات كافياً لعلاج أعراض تحسس القمح.

كيف يمكن أن يتجنب المريض حدوث نوبات الحساسية ؟

يٌعتبر تجنب حدوث التحسس هو الخيار الأفضل، وبمقدار ما يبدو ذلك أمراً سهلاً إلا أن الالتزام بحميةٍ صارمة مدى الحياة قد يكون صعب التطبيق على أرض الواقع.

إذا كنت تعاني من تحسس القمح فيجب عليك الالتزام بنظام غذائي صارم خالٍ من بروتين القمح، وسيقدم لك طبيبك أو أخصائي التغذية النصائح والإرشادات لمساعدتك. لحسن الحظ، تتوفر في أيامنا هذه العديد من الخيارات في محلات البقالة الكبيرة والمطاعم للأشخاص الذين يجب عليهم تجنب القمح لكن يجب التأكد من ذلك بقراءة الملصقات الموجودة عليها فأي منتج غذائي معلّب عليه عبارة خالٍ من الغلوتين هو حكماً منتجٌ آمن، كما إنّ الفواكه والخضراوات واللحوم الطازجة غير المصنعة كلها أطعمة صحية خالية من القمح.

لمعلومات أكثر عن التنظير الهضمي العلوي اضغط هنا.

المراجع:


36-what-are-helical-bacteria-1200x1200.png

ماذا تعرف عن البكتيريا الحلزونية ؟

البكتيريا الحلزونية (Helicobacter Pylori) وتُسمى أحياناً بالبكتيريا الملتوية هي واحدة من أشيع أنواع البكتيريا التي تصيب البشر، حيث يُقدّر أنها متواجدة عند ثلثي سكان العالم ومتعايشة معهم دون أن يعاني معظم هؤلاء الناس من أي أعراض أو مرض يُذكر. لكن في بعض الحالات تكون هذه البكتيريا نشطةً أكثر من المعتاد فتبدأ بالتكاثر مما يؤذي الجهاز الهضمي وبالتحديد المعدة، وبعد سنواتٍ عديدة يمكن أن تُسبب حدوث تقرحات في بطانة المعدة أو في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، وفي حالاتٍ نادرة قد يتطور ذلك للإصابة بسرطان المعدة.

تُعتبر الأدوية فعالة في القضاء على البكتيريا الحلزونية وهذا أمرٌ هام وحيوي في علاج التقرحات الناتجة عنها. فما هي أعراض الإصابة بها، وما هي طرق علاجها ؟

ما هي البكتيريا الحلزونية، وما علاقتها بالتقرحات الهضمية ؟

لعقودٍ من الزمان، اعتقد الأطباء أنّ الناس يعانون من القرحة بسبب الإجهاد أو الأطعمة الغنية بالتوابل أو التدخين أو غير ذلك من عادات الحياة، ولكن ومع تقدم العلم اكتشف الأطباء البكتيريا الحلزونية ووجدوا أنّ هذه البكتيريا هي السبب وراء معظم القرحات المعديّة. فبعد دخولها إلى الجسم، تقوم بمهاجمة بطانة المعدة التي تحمي المعدة عادةً من تأثيرات الحمض الذي يفرزه الجسم لهضم الطعام. بمرور الزمن تتآكل بطانة المعدة، وتفقد قدرتها على حماية المعدة فتحدث التقرحات في جدار المعدة، وقد تتطور هذه التقرحات إلى شكلٍ أشد فيحدث فيها نزفٌ أو التهاب. يوجد العديد من العوامل الأخرى التي تؤدي لحدوث تأذي في بطانة المعدة وحدوث التقرحات الهضمية -وهذا ما سنتحدث عنه في مقالٍ آخر-إلا أن البكتيريا الحلزونية تعتبر واحداً من أهم وأشيع الأسباب.

ويمكن أن يصاب الشخص بالبكتيريا الحلزونية من خلال الطعام أو الماء الملوث بها، وهي أكثر شيوعاً في البلدان أو المجتمعات التي تفتقر إلى المياه النظيفة أو أنظمة الصرف الصحي الجيدة، كما تنتقل هذه البكتيريا من خلال ملامسة اللعاب أو سوائل الجسم الأخرى للأشخاص المصابين بها.

تصيب البكتيريا الحلزونية الأطفال عادةً وذلك لقلة وعيهم ومعرفتهم بالطرق السليمة لتناول الطعام والشراب، لكنها قد تنتقل إلى البالغين أيضاً.

ما هي أعراض الإصابة بالبكتيريا الحلزونية ؟

تعيش في الجسم لسنواتٍ طويلة قبل أن تبدأ الأعراض، وقد لا تسبب حدوث أي أعراض على الإطلاق عند بعض الناس بينما يصاب آخرون بمشاكل في جهازهم الهضمي، وليس من الواضح لماذا تحدث الأعراض عند بعض الناس ولا تحدث عند آخرين، ولماذا يتمكن بعض الأشخاص من مقاومة الآثار الضارة للبكتيريا الحلزونية؟

عند أولئك الذين لا يتمكنون من مقاومة البكتيريا الحلزونية، قد تشمل الأعراض ما يلي: ألم حارق في البطن، ألم في المعدة يزداد سوءاً عندما تكون المعدة فارغةً، فقدان الشهية، الغثيان والتقيؤ، كثرة التجشؤ، الانتفاخ، فقدان الوزن غير المقصود وهذه هي الأعراض المميزة للقرحة الهضمية بشكلٍ عام.

لاحقاً قد يتطور التهاب غشاء المعدة إلى قرحات شديدة نازفة تتظاهر على شكل براز مدمى أو قيء مدمى بلون أحمر فاتح أو بني غامق شبيه بطحل القهوة، وفي بعض الحالات قد تحدث تحولات خبيثة في خلايا المعدة مؤدية لظهور سرطان المعدة.

هل هناك اختبارات محددة لتشخيص عدوى البكتيريا الحلزونية ؟

تتوفر اختبارات دقيقة وبسيطة للكشف عن عدوى البكتيريا الحلزونية وهي تشمل ما يلي: اختبار دموي للكشف عن وجود الأجسام المضادة البكتيريا الحلزونية بسهولة وبسرعة، ولكن المشكلة هنا أن الأجسام المضادة في الدم تبقى لسنواتٍ بعد القضاء التام على البكتيريا، لذلك قد تكون هذه الاختبارات جيدة لتشخيص العدوى ولكنّها ليست دقيقة في تحديد ما إذا كانت المضادات الحيوية قد نجحت في القضاء على البكتيريا أو لا، واختبار تنفس اليوريا (UBT) وهو اختبار آمن وسهل ودقيق لوجود البكتيريا الحلزونية في المعدة.

كما يمكن اللجوء إلى التنظير الهضمي العلوي وهو اختبار دقيق لتشخيص الإصابة بالبكتيريا الحلزونية كما يمكنه تقييم وجود الالتهابات والتقرحات المختلفة في جدار المعدة، حيث يدخل الطبيب أنبوباً رفيعاً ومرناً من خلال فم المريض إلى المعدة والأمعاء الدقيقة، ويمكنه أيضاً أخذ عينات صغيرة من الأنسجة (الخزعات) من بطانة المعدة وذلك عند الشك بوجود سرطان المعدة.

كيف يتم علاج الإصابة بالبكتيريا الحلزونية ؟

تشمل العلاجات الأكثر شيوعاً لعدوى البكتيريا الحلزونية استخدام المضادات الحيوية مثل الأموكسيسيلين أو المترونيدازول أو التتراسيكلين. قد تسبب بعض هذه المضادات الحيوية آثاراً جانبية مثل تغير المذاق والغثيان والإسهال، لكن من الهام استخدامها بالجرعات المناسبة ولفترة كافية تصل إلى عدة أسابيع للقضاء عليها بشكلٍ تام.

غالباً ما سيصف لك الطبيب أدويةً أخرى مثل مضادات الحموضة والأدوية التي تخفف من تركيز حمض المعدة؛ وذلك للسيطرة على الأعراض المرافقة الموجودة.

هل يمكن الوقاية من البكتيريا الحلزونية ؟

هذه البكتيريا شائعة جداً، والعديد منّا قد أصيب بها دون أن يعني ذلك وجود أعراض بالضرورة. لكن الأمر الأكثر أهمية هو منع تطور القرحة الهضمية، وذلك بتجنب العوامل الأخرى التي يمكنها أن تحرض تطور القرحة ومن أهم التوصيات بهذا الشأن: التوقف عن شرب الكحول، التوقف عن التدخين، تجنب الكافيين في القهوة والعديد من مشروبات الطاقة، تقليل أو تجنب التوتر، غسل اليدين بالماء والصابون وغسل الخضار والفواكه بشكلٍ جيد قبل تناولها.

لمعلومات أكثر عن التنظير الهضمي العلوي اضغط هنا.

المراجع:


34معلومات-عامة-عن-قرحة-المعدة-1200x1200.png

ماذا تعرف عن قرحة المعدة ؟

قرحة المعدة (Stomach Ulcers) هي عبارة عن جروح مؤلمة في الجزء المبطن للمعدة، وهي جزء من القرحات الهضمية التي تصيب المعدة والأمعاء الدقيقة وبالتحديد بداية الأمعاء الدقيقة أو ما يُسمى العفج، وتحدث القرحة المعدية عندما تقل سماكة طبقة المخاط التي تحمي المعدة من العصارات الهاضمة، مما يسمح للأحماض الهضمية الموجودة في المعدة أن تؤذي الأنسجة التي تبطن المعدة وتسبب تآكلاً فيها وهكذا تبدأ القرحة بالظهور.

ما هي أسباب قرحة المعدة ؟

هناك سببان أساسيان للقرحة وهما: جرثومة الحلزونية البوابية (الجرثومة الملتوية البوابية)، وفئة من المسكنات وهي الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDS)، وتشمل الأسباب الأقل شيوعاً للإصابة بقرحة المعدة ما يلي: حموضة المعدة الزائدة أو ما يُعرف بفرط الحموضة والتي تحدث لأسباب مختلفة مثل الوراثة والتدخين والإجهاد وبعض الأطعمة، ومتلازمة زولينجر إليسون وهي مرضٌ نادر الحدوث يؤدي إلى إنتاج فائض من حمض المعدة.

تُعدّ القرحة الأكثر شيوعاً لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين عاماً، ولكن قد تحدث قرحة المعدة في أي عمر حتى عند الأطفال ولو أن ذلك يعتبر نادراً. ويلعب نمط الحياة دوراً في حدوثها حيث تؤدي بعض السلوكيات إلى زيادة احتمال الإصابة مثل: الاستخدام المتكرر للستيروئيدات، التدخين، والإفراط في تناول الكحول.

ما هي الأعراض التي يعاني منها مريض قرحة المعدة ؟

أكثر الأعراض شيوعاً هو الشعور بألمٍ حارقٍ في وسط البطن، والذي يترافق عادةً مع أعراض أخرى مثل عسر الهضم وحرقة المعدة والشعور بالغثيان. ومن الأعراض والعلامات الشائعة الأخرى للقرحة المعدية نذكر ما يلي: فقدان الوزن بسبب تجنب تناول الطعام بسبب الألم، الشعور بالنفخة، الشعور بالشبع بسهولة، الألم الذي قد يتحسن عند الأكل أو الشرب أو تناول مضادات الحموضة.

ثمة أعراضٌ أخرى ترتبط بالحالات الشديدة وتوحي بالخطر، فعندما تكون القرحة كبيرة وعميقة تؤدي لحدوث نزف من بطانة المعدة المتأذية ويتظاهر هذا النزف على شكل تقيؤ دموي والذي يظهر باللون الأحمر الفاتح أو بلون بني غامق يشبه طحل القهوة، أو يخرج الدم مع البراز على شكل خروج براز داكن ولزج يشبه القطران أو الزفت، على المدى البعيد يفقد المريض كميةً كبيرةً من الدم بشكلٍ تدريجي فتظهر علامات فقر الدم مثل الشعور بالتعب وشحوب الجلد وضيق النفس. في بعض الحالات، يمكن أن تسبب القرحة حدوث ألم حاد ومفاجئ في البطن، وقد يكون هذا الألم علامة على حدوث مضاعفاتٍ خطيرة مثل النزف الداخلي.

كيف يتم تشخيص قرحة المعدة ؟

تشير شكوى المريض والاعراض التي يعاني منها غالباً إلى وجود القرحة، لذا سيسألك طبيبك عن العديد من التفاصيل وذلك من خلال طرح العديد من الأسئلة حول كيفية الشعور بالألم، وأين ومتى يحدث، ومدى تكراره وطول مدته، وعلاقته بالطعام. لكن لتأكيد هذا التشخيص يحتاج الطبيب لمجموعة من الفحوصات وأهمها التنظير الهضمي العلوي، حيث يتم إدخال أنبوب طويل ورفيع في نهايته كاميرا صغيرة عن طريق الفم إلى المعدة، فيتمكن الطبيب من رؤية غشاء المعدة الداخلي والتأكد من وجود قرحة معدية وتقييم حجمها وشدتها، كما يتمكن من أخذ خزعة من مخاطية المعدة لفحصها والتأكد من عدم وجود خلايا سرطانية فيها إذا كان ذلك ضرورياً.

من الهام ايضاً إجراء الاختبارات اللازمة للكشف عن الجرثومة الحلزونية البوابية، حيث يختلف العلاج تبعاً لذلك.

كيف يتم علاج قرحة المعدة ؟

تميل القرحات للتطور إذا لم نعالجها، حيث تؤدي القرحة إلى أذية في جدار في المعدة وتآكل في الأوعية الدموية الصغيرة التي تغذي المعدة أو قد تسبب ثقباً في البطانة؛ لذلك من المهم استخدام العلاج الذي يراه الطبيب مناسباً والالتزام بالجرعات الموصوفة طيلة فترة العلاج.

سيصف لك طبيبك أدوية مضادة للحموضة لتعديل حموضة المعدة أو لتخفيف صنع الحمض في الجسم، وفي حال كانت جرثومة الحلزونية البوابية هي المسبب الأساسي للقرحة فقد يصف الطبيب مجموعة من المضادات الحيوية لقتلها والقضاء عليها، كما يفضل التوقف عن استخدام الأسبرين ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الأخرى أو تقليل استخدامها أو استبدالها بمسكن آخر إذا كانت حالة المريض تسمح بذلك.

في بعض الحالات قد تكون الجراحة خياراً مناسباً، وتشمل الطرق الجراحية المتبعة ما يلي: إزالة القرحة جراحياً، ربط الأوعية الدموية النازفة، قطع العصب الذي يتحكم في إنتاج حمض المعدة. لكن يجب دوماً الموازنة بين فوائد الجراحة وآثارها الجانبية، لذا يفضل اللجوء للعمل الجراحي عند فشل طرق العلاج الدوائي، أو عند حدوث مشاكل ومضاعفات خطرة مثل النزف الهضمي أو انسداد المعدة واحتباس الطعام فيها.

هل يمكن للتغييرات الغذائية أن تمنع الإصابة بقرحة المعدة ؟

في الواقع يمكن لنمط الحياة الصحي أن يقلل من احتمال الإصابة بالقرحة المعدية، ويسرع من شفائها ويحسن من نتائج وفعالية العلاج. ينصح الأطباء بتناول الفواكه والخضراوات بكثرة فهي تحتوي على مضادات الأكسدة وتخفف من إفراز الحمض المعدي، كما يفيد تناول الزنك في تقوية نظام المناعة وشفاء الجروح. من جهةٍ أخرى يجب تجنب التدخين والكحول والكافيين حيث تؤدي هذه المواد لزيادة في إنتاج الحمض المعدي.

لمعلومات أكثر عن التنظير الهضمي العلوي اضغط هنا.

المراجع:


33ما-هو-فتق-الحجاب-الحاجز-1200x1200.png

ماذا تعرف عن فتق الحجاب الحاجز ؟

يحدث فتق الحجاب الحاجز (Hiatal Hernia) عندما يبرز جزء من محتويات البطن من خلال فتحة في منطقة من الحجاب الحاجز. يفصل الحجاب الحاجز في الحالة الطبيعية بين الصدر الذي يحوي القلب والرئتين وبعض أعضاء الجهاز الهضمي مثل المريء، والبطن الذي يحتوي الجهاز الهضمي والجهاز البولي وأعضاء أخرى عديدة. ويحتوي الحجاب الحاجز بشكل طبيعي على فتحة صغيرة (فجوة) يمر من خلالها المريء من الصدر إلى البطن ليتصل بالمعدة، وعندما تكون هذه الفتحة كبيرة أو رخوة أكثر من المعتاد تندفع المعدة من خلالها إلى الصدر وهو ما يسمى بفتق الحجاب الحاجز.

ما هي أنواع فتق الحجاب الحاجز ؟

هناك ثلاثة أنواع من فتق الحجاب الحاجز وهي باختصار:

  • فتق الحجاب الحاجز المنزلق: وهو النوع الأكثر شيوعاً، حيث ينزلق الجزء العلوي من المعدة المتصل بالمريء من خلال فتحة في الحجاب الحاجز إلى تجويف الصدر. يحدث هذا الانزلاق عادةً اثناء الشهيق، فعندما يأخذ الشخص نفساً عميقاً يسحب المعدة من خلال الفتحة الرخوة إلى الصدر، ثم تعود إلى وضعها الطبيعي أثناء الراحة.
  • الفتق المجاور للمريء: حيث ينفتق هنا جزء من المعدة في الصدر إلى جانب المريء ويبقى هناك في مكانه غير الطبيعي؛ بينما تبقى منطقة اتصال المعدة بالمريء داخل البطن.
  • الفتق المختلط: وهو مزيج من النوعين السابقين، حيث يكون هنا الخلل في الحجاب الحاجز كبيراً بحيث يؤدي لانزلاق جزء من المعدة مع المنطقة الواصلة بين المعدة والمريء.

متى يحدث فتق الحجاب الحاجز، وكيف ؟

يحدث الفتق الحجابي عندما تسمح أنسجة الحجاب الحاجز الضعيفة للمعدة بالانفتاق باتجاه جوف الصدر، وقد لا يكون سبب حدوث ذلك واضحاً دائماً. لكن يوجد عدد من العوامل المعروفة التي يمكنها أن تسبب ضعفاً في عضلات الحجاب الحاجز مؤدية لظهور الفتق، ومنها:

  • العمر حيث تميل العضلات بشكلٍ عام للضعف مع التقدم بالسن.
  • الجراحة: قد تؤدي بعض أنواع الجراحات إلى ضعف في عضلات الحجاب الحاجز فتفقد قدرتها على العمل بكفاءة مؤدية لظهور الفتق.
  • التشوهات والمشاكل الخلقية في الحجاب الحاجز، فبعض الأطفال يولدون مع فجوة كبيرة بشكل غير عادي.
  • الضغط المستمر والشديد على العضلات المحيطة بالمعدة والتي تعمل على الحفاظ على المعدة في مكانها الطبيعي في البطن ويحدث هذا أثناء السعال الشديد أو التقيؤ أو ممارسة الرياضة العنيفة.
  • السمنة الشديدة.

ما هي أعراض فتق الحجاب الحاجز ؟

قد لا يُسبب الفتق  أي أعراض على الإطلاق عند المريض، وقد يشكو بعض المرضى من حرقة بسيطة في المعدة تزداد سوءاً عند الانحناء نحو الأمام أو عند التعب، أو من تجشؤ مستمر ومزمن. في حالاتٍ أخرى يؤدي ضعف العضلات في أسفل المريء إلى رجوع محتويات المعدة إلى المريء والحلق وهذا ما يُعرف بالارتجاع أو الارتداد المعدي المريئي.

في بعض الحالات، قد ينزلق الفتق الحجابي إلى الصدر ويصبح محاصراً (مسجوناً) في الصدر وغير قادر على العودة مرة أخرى إلى البطن، وهذه الحالة خطرة؛ فهذا الفتق المسجون في الصدر لا يتمكن من الحصول على كمية كافية من الدم والمغذيات والأكسجين مما يؤدي لحدوث اختناق فيه. وتشمل أعراض فتق الحجاب الحاجز المختنق ألماً حاداً مفاجئاً في الصدر وصعوبة في البلع، وتتطلب هذه الحالة علاجاً فورياً وعاجلاً.

كيف يتم تشخيص فتق الحجاب الحاجز ؟

عند وجود الاعراض التي توحي بالفتق، سيطلب منك طبيب الجهاز الهضمي إجراء بعض الفحوصات والاختبارات للتأكد من التشخيص ووضع الخطة المناسبة للعلاج بما في ذلك:

  • التنظير الهضمي العلوي، حيث يدخل الطبيب أنبوباً طويلاً ورفيعاً يُسمى المنظار الداخلي أسفل الحلق، يحتوي هذا المنظار في نهايته على كاميرا صغيرة لإظهار داخل المريء والمعدة.
  • اختبار قياس ضغط المريء، حيث يُستخدم هنا أنبوب صغير ينزل عبر الحلق لفحص الضغط في المريء عند البلع والذي يكون أكبر من الطبيعي في حال وجود الفتق.
  • قد يكون اختبار ابتلاع الباريوم مفيداً أيضاً، حيث يشرب المريض سائلاً ظليلاً على الأشعة السينية يسمى الباريوم، ويتم إجراء صورة بالأشعة للجهاز الهضمي فيرتسم المريء والمعدة بشكلٍ واضح على الصورة.

كيف يتم علاج فتق الحجاب الحاجز ؟

لا يحتاج فتق الحجاب الحاجز البسيط إلى علاج، ولكن عندما يرتبط فتق الحجاب الحاجز بأعراض الارتجاع المعدي المريئي مثل حرقة المعدة يجب أن يتناول المريض وجبات أصغر حجماً من المعتاد، ويلتزم بمجموعة من التوصيات التي ينصحه بها الطبيب، وفي حال لم تتحسن الأعراض فقد يقترح طبيبك تناول بعض الأدوية مثل مضادات الحموضة أو الأدوية التي تقلل من إنتاج الحمض المعدي، وهذه الأدوية متوفرة بأشكال مختلفة.

في حالاتٍ نادرة يحتاج بعض المرضى لإجراء عملية جراحية، وخاصةً عند المرضى الذين يعانون من أعراضٍ شديدة لا تستجيب للطرق العلاجية السابقة.

ما هي تغييرات نمط الحياة التي قد تخفف أعراض الفتق الحجابي ؟

سيقدم لك طبيبك مجموعة من النصائح والتي يمكن لها أن تحدث تحسناً واضحاً في الأعراض وخاصةً أعراض الارتجاع الحامضي إذا تم الالتزام بها بشكلٍ جيد، ومنها: عدم ممارسة الرياضة أو الاستلقاء لمدة ساعتين على الأقل بعد تناول الطعام، وتجنب الاطعمة الحمضية مثل عصير البرتقال أو الصودا أو صلصة الطماطم، والتقليل من تناول الأطعمة المقلية والدهنية والكحول والشوكولا، وعدم ارتداء الملابس الضيقة التي قد تضغط على البطن بقوة، وتجنب التدخين، والمحافظة على الرأس في مستوى مرتفع أثناء النوم. 

لمعلومات أكثر عن التنظير الهضمي العلوي اضغط هنا.

المراجع:


35كيف-تحدث-حروق-المريء-1200x1200.png

ما هي حروق المريء ؟

على الرغم من الجهود الواسعة التي يبذلها الأطباء والعاملون في المجال الصحي والإعلاميون للتوعية حول الحوادث العديدة التي قد يتعرض لها الأطفال في منازلهم، إلا أن آلاف الأطفال حول العالم يعانون من عواقب ابتلاع المواد المؤذية للجهاز الهضمي وفي مقدمتها مواد التنظيف الكاوية.

تسبب المواد الكاوية ضرراً كبيراً في البلعوم والمريء والمسالك التنفسية العلويةـ ويظهر هذا الضرر على شكل حروق قد تكون شديدة في هذه الأعضاء مؤدية لأذية فيها، فما هي حروق المريء وكيف يتم علاجها ؟

ما هي أسباب حروق المريء ؟

هناك أسبابٌ عديدة لحروق المريء، ويُعتبر تناول المواد الكاوية هو السبب الأهم لهذه الحروق وخاصةً عند الأطفال، حيث يدفع الفضول وحب الاكتشاف الأطفال الصغار إلى شرب السوائل التي تقع في متناول يدهم، وقد يشربها بعضهم بدافع العطش معتقداً أنها حليب أو عصير. تحدث هذه الحوادث بشكلٍ خاص عند الصغار تحت الخمس سنوات، أو عند الأطفال الأكبر سناً الذين يعانون من اضطرابات عقلية تؤثر على وعيهم وقدرتهم على محاكمة الأمور.

يمكن أن تحدث حروق المريء لأسباب مرضية أخرى، لكنها أقل شيوعاً مثل:

  • ارتجاع الحمض المعدي أو ما يُسمى بالارتجاع المعدي المريئي، حيث تعود المواد الحامضة الموجودة في المعدة مرة أخرى إلى المريء مما يؤدي إلى أذية خلايا المريء وحدوث حروق فيها على المدى البعيد.
  • اضطرابات تناول الطعام أو فرط الشهية العصابي (Bulimia Nervosa) وهو اضطرابٌ نفسي يصيب بشكلٍ خاص المراهقات والشابات؛ حيث يشعر المريض بالذنب بعد تناوله الطعام، ويحاول التخلص منه عن طريق التقيؤ. قد يتسبب التقيؤ المستمر والمتكرر بحدوث حروق في المريء مثله مثل الارتجاع الحمضي.
  • الآثار الجانبية لبعض الأدوية، حيث يمكن لبعض الأدوية الشائعة أيضاً أن تسبب حروقاً كيميائية في المريء ومن هذه الأدوية الأسبرين ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الأخرى.
  • علاج السرطان: يمكن ان تؤدي المواد الكيميائية المستخدمة في علاج السرطانات المختلفة لحدوث حروق في المريء، من جهةٍ أخرى يسبب العلاج الشعاعي في منطقة العنق ضرراً وأذيةً في بطانة المريء وحروقاً فيها.

ما هي أعراض حروق المريء الناتجة عن استخدام المواد الكاوية وطرق علاجها ؟

تؤدي المواد الكاوية لحدوث حروق متعددة، قد تشمل هذه الحروق الفم والبلعوم والمسالك التنفسية والمريء. في معظم الحالات تكون حروق الفم ظاهرة، وعندما تحدث هذه الحروق في المسالك التنفسية تتضيق تلك المسالك فيظهر صوت أشبه بالصرير عند التنفس.

يشكو معظم مرضى حروق المريء من ألم في الصدر، وقد يفقدون القدرة على ابتلاع الطعام والمفرزات بشكلٍ سوي. تتراوح الحروق بين الدرجة الأولى إلى الثالثة من حيث العمق؛ فبينما تكون الأضرار محدودة في حروق الدرجة الأولى، تسبب حروق الدرجة الثالثة أذياتٍ واسعة. في الحالات الشديدة يؤدي الالتهاب في جدار المريء إلى حدوث تخثر في الأوعية الدموية ونقص تروية في جدار المريء وهذا ما يخشى الأطباء حدوثه. لاحقاً، يتطور نقص التروية هذا إلى تموت الخلايا وانثقاب في جدار المريء، وقد يحدث ذلك في غضون عدة ساعات أو أيام حسب كمية المواد الكاوية المبتلعة وشدة الأذية الحاصلة.

في بعض الحالات يتضيق المريء بعد شفائه، ويفقد مرونته الطبيعية مما يؤدي لظهور عسرة بلع مزمنة، وقد يظهر تضيق المريء بعد عدة سنوات من الإصابة.

كيف يتم تشخيص حروق المريء ؟

غالباً ما يتم وضع التشخيص اعتماداً على الأعراض التي يعاني منها المريض، ويتم التأكد من شدة وجود هذه الحروق باستخدام التنظير الهضمي العلوي.

باستخدام المنظار يمكن للطبيب رؤية دليل على إصابة المريء بحروق، والبحث عن المناطق التي تآكلت فيها بطانة المريء أو ما يُسمى بالقرحات والمناطق التي تشكلت فيها ندبات، وفي بعض الحالات يقوم الطبيب بأخذ خزعة من المريء عن طريق قص عينة صغيرة من البطانة الداخلية للمريء من خلال المنظار، ومن ثمّ فحص هذا النسيج تحت المجهر في المختبر.

ونظراً لأنّ حروق المريء يمكن أن تسبب أعراضاً مثل الألم الصدري ومشاكل في البلع، فقد يطلب الطبيب المزيد من الاختبارات لتقييم الرئتين والقلب والجهاز الهضمي.

ما هو الحل ؟

في الحالات الإسعافية، يجب التركيز على التنفس وتأمين مجرى هوائي مفتوح، ويُنصح بالتنظير العلوي في غضون 24 ساعة وذلك لمعرفة حجم الضرر الموجود وتحديد خطة العلاج الأنسب للمريض.

إذا كانت الحروق طفيفة فلا حاجة إلى مزيد من العلاج، بينما تحتاج حروق الدرجة الثالثة الخطيرة عنايةً مركزةً ومستمرة، وتشمل القائمة أدويةً عديدة قد يكون دور بعضها مثيراً للجدل مثل المضادات الحيوية والستيروئيدات، فعلى الرغم من أنّ الستيروئيدات تقلل من تلف الأنسجة عند إعطائها، إلا أن فعاليتها على المدى البعيد مشكوكٌ بها. كما ينصح الأطباء باللجوء إلى الجراحة في وقتٍ مبكر عند المرضى المصابين بحروق شديدة في المريء وذلك باستخدام دعامات المريء لتجنب حدوث التضيق لاحقاً.

يمكن علاج الحالات الأخرى بحسب السبب الذي أدى لحدوث الحروق، حيث يعتبر علاج الارتجاع المعدي المريئي فعالاً في تجنب حدوث هذه الحروق إذا تم الالتزام بكامل خطة العلاج، بينما يحتاج علاج فرط الشهية العصابي لاستشارة نفسية وعلاج طويل الأمد. بالنسبة لحروق المريء الدوائية، يمكن أن يقدم الطبيب معلوماتٍ ونصائح هامة للمساعدة في تجنب حدوث حروق المريء وبخاصة إذا كان الدواء المسبب ضرورياً ولا يمكن الاستغناء عنه.

متى يجب الاتصال بالطبيب ؟

يجب الاتصال بالطبيب عند حدوث أي أعراض توحي بوجود حرق في المريء، أو إذا اشتبه الأهل بتناول طفلهم لمادة كاوية. وهناك بعض العلامات المنذرة بالخطر والتي يجب الانتباه لها بشكلٍ خاص، مثل:

  • إذا لم يستطع المريض الأكل أو الشرب بسبب الألم؛ قد يؤدي تجنب السوائل إلى حدوث الجفاف بسرعة وخاصة عند الأطفال الصغار، حيث يكون الجفاف شديداً وقد يهدد حياتهم.
  • ازدياد الألم بشكلٍ مفاجئ؛ يشير تفاقم الألم بشكلٍ مفاجئ إلى انثقاب المريء وهي حالة خطرة حيث تتسرب محتويات المريء إلى جوف الصدر محدثة أذيةً كبيرة.
  • وأخيراً يجب إبلاغ الطبيب إذا لم تخفّ الأعراض، فقد يحتاج المريض تقييماً أوسع للمريء والمعدة والجهاز التنفسي.

يعتمد نجاح علاج حروق المريء على شدة الإصابة وسرعة العلاج، وبالرغم من الصورة السوداوية لهذه الحروق، إلا ان معظم الحالات تشفى بشكلٍ كامل إذا تم علاجها بشكل باكر وفعال.

لمعلومات أكثر عن التنظير الهضمي العلوي اضغط هنا.

المراجع:


drraedlogo


بكلمات قصيرة


الدكتور رائد ابو غوش حاصل على الزمالة البريطانية و البورد الأوروبي في أمراض الجهاز الهضمي و الكبد كما أنه قد عمل سابقا في مركز الحسين للسرطان ويمتلك الدكتور رائد خبرة مميزة حيث عمل في مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة في عمان



افضل دكتور جهاز هضمي في الاردن افضل طبيب جهاز هضمي في الاردن افضل استشاري جهاز هضمي في الاردن افضل دكتور جهاز هضمي وكبد في الاردن عملية تنظير القولون في الاردن افضل دكتور تنظير القولون في الاردن افضل جراح قولون في الاردن افضل دكتور تنظير الجهاز الهضمي في عمان تكلفة عملية ستريتا في الاردن علاج السمنة بالمنظار في الاردن افضل دكتور للمعدة والجهاز الهضمي في الاردن افضل اطباء الجهاز الهضمي في الاردن افضل دكتور جهاز هضمي في المستشفى التخصصي تكلفة عملية ستريتا في الاردن علاج السمنة بالمنظار في الاردن افضل دكتور للمعدة والجهاز الهضمي في الاردن افضل استشاري امراض الكبد في الاردن عملية بالون معدة في الاردن عملية تنظير الجهاز الهضمي في الاردن افضل دكتور ارتجاع المريء في الاردن علاج التهاب القولون التقرحي في الاردن

جميع الحقوق محفوظة – 2021